القائمة الرئيسية

الصفحات

 


 أعاني من هوسٍ للكُتب،لم يلحظ أحد هذا بي أبدًا ،أحاول إخفاء هذا الأمر حتى لا يرى الآخرون مدى إدماني على حمل كتاب وإقتناء آخر بشكلٍ يومي تقريبًا !

أحملُ كتابًا أينما ذهبت، في جميع مراحل دراستي كان يوجد في حقيبتي كتابين أو ثلاثة خارج كتبي الدراسية، في مرحلة دراسة الجامعة كنتُ أطلبُ الإذن من الدكتورة للذهاب لأي مكان خارج الفصل ،تظن هي بأنني متعبة وسأذهب إلى الإرشاد الصحي ،أو أنني لم أحظَ بوقتٍ للأكل لأنني كنت استعد لمحاضرتها وهذا ما أفادني في بادئ الأمر أنني كنت طالبة مجتهدة لديها،وتكرر الأمر بسبب عطشي لقراءة الكتاب الجديد الذي أحمله ،حتى تسبب ذاك بحرماني من الحضور ! في بعض الأماكن التي عملتُ بها كنتُ استغل وقت الفراغ بقراءة كتاب أيضًا،أو مناقشة كتاب مع أي زميلة عمل..ويأتي الرد كالمعتاد :"لا أعرف الكتاب هذا ،لا أقرأ الكتب،..." 

لم أكون صداقات،كنتُ شخصًا منطوٍ على ذاته وكتبه فقط ،أذهبُ لحفلة تخرج،أو حفل زواج ويكون رفيق حفلي كتاب ! لا أبالغ بهذا الوصف أبدًا،حينما أقرأ أكونُ شخصًا شديد التركيز،أغوصُ بين الأسطر ،مهما كان حولي من زحام فأنني أدخل لعالمٍ ثانٍ  ولا أنصت إلا لشخصيات الكتاب أو لشخصيات الكاتب ! قد قرأت يومًا اقتباس "مرعبة فكرة أن كلُ شخصيات الرواية هي شخصية الكاتب" وهذا ما يجعلُ في القراءة إثارة أكثر أنني اكتشفُ كاتبًا وعشر شخصيات له مثلًا، أما أنا بعد قراءتي تعلمتُ أشياءً كثُر،فضلًا عن المصطلحات التي أصبحت في جعبتي  أنني أصبحت مسعورة للغة والمفردات وكل ما هو جديد،ما أن أجد كلمة جديدة أهرع للقواميس العربية وأرى معانيها ومفرداتها وجمل وأمثلة لاستخداماتها. أصبحت أيضًا منمقة في حديثي ،جعلتني القراءة أنيقة في تعاملي،علّمتني متى أنطق ومتى اصمت،علمتُ متى أقف ومتى أجلس،ووقت وجودي وانسحابي،القراءة تهذّبك حتى ولو لم ترد هذا،حتى الرسائل،علمتُ متى أرسلها ،لأكون أكثر لباقة !

Reaction
author-img
أكره الحياة،وجِدتُ عليها لأموت!

تعليقات