الألمُ يسكنني من الداخل

 

كان الوضع مُخيفًا قاسيًا قاتلًا خانقًا..

اشعر بالبرد في أطرافي ،وددتُ لو أصرخ ،أن أغط في نوم عميق،أن أبكي،وأن أركض !

كان الخوف يتملكني ،أدورُ في متاهة ،لا أتوقف،ألهثُ..أحاول إبقاء هواء في صدري ،العرق يتصبب على وجهي وعلى صدري وظهري،مبللةً بالكامل،يديّ ترتجف وتهتز كزلزال،الألوان تتداخل،رؤيتي شبهُ معدمة،أرى الألوان أصفر فأحمر وأزرق وألوان أول مرة  أراها ! أشد شعر رأسي،كم أود أن ينفصل رأسي عن جسدي حتى ينتهي الأمر ،اسمع صوت أخي بجانبي أريد أن أصرخ ،لو يسمعني فقط،دائمًا ما ينقذني أخي لمَ يتخلى عني هذه المرة ؟ صوته يتلاشى ..يختفي،حتى انقطع الصوتُ عني ،الألم يدبُّ في جسدي دبيب نمل ينتشر كورمٍ خبيث،أحاول أن انظر في الأرجاء حولي لكن عيني لا تساعدني ،مطليّة بالسواد تمامًا ..في النهاية استسلمت من المحاولة،ورضخت لذاك الألم الذي يخنقني وينهشني في آن واحد ،فقط تمددت على سريري ،ببرودة قارسة في أطرافي ،وانتفاضة ..غططتُ في نومٍ عميق ..الألم هذا في عمق قلبي،لم يكن جسديًا أبدًا،إلى الآن لم أجد مسكنًا له.